من هو الجاحظ؟
من هو الجاحظ؟
من هو الجاحظ؟ كثيرا ما نسمع أو نقرأ أسئلة حول الجاحظ من قبيل، ما اسم العالم الجاحظ؟ أو من هو الجاحظ و متى ولد؟ من هو الجاحظ و ماهي اشهر مؤلفاته؟ وكذلك، إلى أي عصر ينتمي الجاحظ؟ لكن القليل من الناس و المهتمين من يعرف الإجابة عن كل هاته الأسئلة، و بالتالي سنحاول في هذا المقال أن نحيط و لو بالقليل عن حياة الجاحظ وسبب تسميته بهذا الإسم و ماهي أشهر كتبه و مؤلفاته. من هو الجاحظحياة الجاحظهو أبو عثمان عمرو بن بحر محبوب الكناني الليثي البصري، ( 159- 255 هـ ) أديب عربي من كبار أئمة الأدب في العصر العباسي ، ولد في البصرة وتوفي فيها . كان ثمة نتـوء واضح في حدقتيـه فلقـب بالحـدقـي ولـكـن اللقـب الـذي التصق بـه أكثـر وبه طـارت شهرته في الآفـاق هـو الجاحظ، فقد أباه صغيرا فتولت أمه رعايته و كفالته ولأن الأسرة كانت فقيرة فالجاحظ لم يعف من تحمل أعباء الحياة فبدأ يعمل ليكسب أسباب العيش فكان يبيع السمك و الخبز في مدينة البصرة. رغم حياة الفقر التي عاشها الجاحظ لم يثنه ذلك من التوجه إلى الكتاب ليتلقى مبادئ الكتابة و القراءة ولقد أتيح له في عهد الكتاب من المعلمين ممن شحذت طبعه كأبي الوزير و أبي عدنان وهذان الشخصيتان أثرتا في رغبة الجاحظ لأن يلتمس العلم في أماكنه لسعة علمهما وقوة منطقهما، و من هذه الطبقة خرج رجال العلم و الأدب و الدين و السياسة، و قد أقبل الجاحظ يهيئ نفسه لمجد أدبي ورفعة إجتماعية، و بهذا جمع بين طلب العلم و الكسب للرزق، و من هنا تكونت شخصيته ليبلغ منزلة عظيمة في شتى العلوم و المجالات. صفات الجاحظكان الجاحظ سريع البديهة كثير القراءة قوي الحفظ حلو الفكاهة واسع الخيال خارق الذكاء، بارع الوصف مما يدل على العقل الكبير و العلم الغزيرو المنطق السليم لا يتصنع و لا يتكلف بل يتعمق و يتحقق. قال ابـن خـلـدون عنـد الكـلام علـى علـم الأدب: "وسمعنـا مـن شـيوخنا في مجالس التعليم أن أصـول هـذا الـفـن وأركانـه أربعـة كـتـب هـي: أدب الكاتـب لابـن قتيبـة، كتاب الكامل للمبرد، كتاب البيان والتبيين للجاحظ، وكتاب النوادر لأبي على القالي، وما سوى هذه الأربعة فتبع لها وفروع منها ". و قال أبو هفان: "لم أر قط و لا سمعت من أحب الكتب و العلوم أكثر من الجاحظ، فإنه لم يقع بيده كتاب قط إلا استوفى قراءته" ولذلك أقبل عليه طلاب العلم ليعلمهم و يناظر العلماء و كثرت علاقات الخلفاء و الوزراء به مما جعل صيته ينتشر بسرعة. كتب الجاحظعَمر الجاحظ نحـو تسعين عاماً وترك كتبا كثيرة يصعب حصرها، ويقال ناهزت مائة و خمسون كتابا، وإن كان البيان والتبيين، كتـاب الحـيـوان، البخلاء، أشـهـر هـذه الكتـب، حيث قدم البيان و التبيين إلى القاضي أحمد بن أبي دؤاد، و كتاب الحيوان كتبه للوزيز محمد بن عبد الملك الزيات فأجازه عليه و هو في العلم و الأدب، كـتـب في علـم الكـلام والأدب والسياسية والتاريخ والأخلاق والنبات والحيوان والصناعة والنساء وغيرها. و من كتبه: القحطانية و العدنانية، الموالي و العرب، الصرحاء و الهجناء، طبقات المغنين، فخر السودان، فضل هاشم على عبد شمس، الشعوبية و الفتيا و مناقب الترك و حجج النبوة و نظم القرآن و مسائل القرآن و آي القرآن و خلق القرآن و الرد على المشبهة و الرد على النصارى و الرد على اليهود و فصل ما بين العداوة و الحسد و كتاب البلدان و النساء. و من رسائله: الجد و الهزل، التربيع و التدوير و مدح التجارة، و ذم عمل السلطان، و رسالة القيان، وغير ذلك من المؤلفات التي خلفها. وفاة الجاحظبعد الحياة الحافلة بالعلم و التعلماشتد المرض على الجاحظ حيث لزم الفراش بسبب مرض الفالج و النقرس، حيث قال المبرد: دخلت على الجاحظ في آخر أيامه فقلت له: كيف أنت؟ فقال: كيف يكون من نصفه مفلوج لو حز بالمناشير ما شعر به، و نصفه الآخر منقرس، لو طار الذباب بقربه لآلمه، و أشد ذلك ست و تسعون سنة أن فيها، ثم أنشد:
إلى جانب المرض لجوئه للإستدانة بسبب أعباء الحياة و توفي سنة 255هـ كما جاء في تاريخ بغداد للخطيب البغدادي و تاريخ الشام لإبن عساكر و ياقوت الرومي في معجمه. يعد الجاحظ من أبرز العلماء العرب في تاريخ الأدب، حيث خلف الكثير من الكتب و المؤلفات التي تعد مرجعا إلى حدود الساعة لطلاب العلم و الأدب في وطننا العربي بل وفي العالم بأسره بالنسبة للمهتمين بالأدب العربي من بلاد الغرب. |