-->

قراقوش و الحكم العادل

 قراقوش و الحكم العادل
قراقوش و الحكم العادل
قراقوش و الحكم العادل




الكثير من القراء والمهتمين بالأدب و النوادر العربية  يتساؤلون من هو الامير بهاء الدين؟ و البعض الآخر يتساءل عن ماهي قصة حكم قراقوش؟ و هذا إن دل على شئ فهو يدل على شهرة هذا العالم في الوسط الأدبي وبالتالي سنحاول أن نحيط ولو بالقليل من نوادر قراقوش التي تعد مطلبا للكثير من القراء و المهتمين بأدب الطرائف و النوادر العربية.

قصص قراقوش

قصة قراقوش والحكم العادل

عثر أحد الشحاذين على كسرة خبز يابسة ، فاخذ يفكر في أدام يغمسها به ، فمر بدكان طاه فراى الطعام يغلي وروائح البهار كالعنبر صاعدة منه ، فتقدم إلى القدر وأخذ يقطع اللقم من الخبز ويرفعها فوق البخار المتصاعد وكلما ترطبت قطعة يأكلها فعجب الطاهي لهذا النوع من الطعام ، واخذ يتأمل فيه ، وبعد أن فرغ الفقير من كسرة الخبز وأراد الانصراف قام الطاهي وتعلق به طالباً ثمن ما أكله فامتنع الفقير لأنه لم يتناول سوى البخار فشكاه الطاهي إلى قراقوش . فقاموا بإحضار الفقير أمامه ثم استمع لإقرار الطرفين على أصوله المتبعة ثم أخرج بضعة دراهم من جيبه وقام برنها على مقربة من أذن الطاهي قائلاً : هات أذنك وخذ رنين الدراهم فقال الطاهي متحيرا : ما هذه المعاملة يا سيدي فأجابه قراقوش : هذا هو الحق ، فمن قام ببيع بخار الطعام يقبض رنين الدراهم .

قصة قراقوش يدفن الميت حيا

كان بمصر رجلا بخيلا على ابنه فاضطر الابن للاقتراض حتى يموت والده فيرثه ويسدد الدين، إلا أن الله تعالى أراد لوالده البقاء فلم يمت، وعندئذ جاءت بذهنه حيلة فاتفق مع مجموعة من أصدقاء السوء على أن يدفنوا والده حيا ، فدخل ومعه الدائنون وغسلوه وكفنوه ووضعوه في تابوته وهم يذكرون ويصيحون فلما وصلوا للصلاة عليه اتفق أن قراقوش كـان يسير فرأى الجنازة فنزل وصلى عليه ، فلما سمع الميت ذلك قال : ( الحمد لله جاءني الفرج ) فقام من تابوته وقال : يا مولانا خذ لي حقي من ولدي هذا فهو يريد دفني بالحياة . فقال الولد : كذب عليك يا مولاي ما غسلته إلا وهو ميت ، ولا حملته على النعش إلا وهو ميت وهؤلاء الحاضرون يشهدون على ذلك . فقال للحاضرين : تشهدون بذلك ؟ فقالوا نشهد وما يقوله الولد صحيح . فالتفت قراقوش للميت وقال له : أتراني مجنونا أصدقك وأكـذب هـؤلاء الحاضرين اذهب يا رجل واندفن بلا شفاعة ، لثلا تطمع فينا الموتى ولا يبقى أحد يدفن بعد هذا اليوم . ود فن الرجل حيا كما أمر قراقوش..

قصة قراقوش وسنة السجن

يحكى أن امرأة اتت بولدها إلى قراقوش فقالت : يا سيدي بهاء الدين إن ولدي يشتمني . فأمر بحبسه سنة ، فلم تذق أمه تلك الليلة طعم النوم فلما أصبحت ، ذهبت إلى السجانين وقالت : ما الحيلة في خلاص ولدي من هذا الحبس ؟ فقالوا لها إذا أعطيتنا مكافأة سنقول لكي ماذا تقولين للأمير بهاء الدين قراقوش . فدفعت إليهم بعض المال وقالوا لها اذهبي الآن إلى الأمير ، وقولي له : يا سيدي أنا امراة أمرت بحبس  ولدي سنة كاملة ، وقد انقضت السنة فاطلق سراح ولدي من الحبس . فاتت المرأة إلى الأمير قراقوش ، وقالت له ذلك فقال : اذهبي فلا جدال في أنه قد بقي له من السنة سبعة أيام سوى الأمس والغد . فمضت المرأة وأعلمت السجانين ، فقالوا لها : هذه نعمة ، فإذا كان الغد فروحي إليه وقولي له : قد انقضت سبعة أيام !! فأصبحت المرأة وجاءت إلى قراقوش . فلما نظـر إليها قال : يا امرأة حتى تغرب الشمس ، يا غلام إذا غربت الشمس فأطلق لها ولدها من الحبس ، ولا ترجعي ثانية أو احبسه سنتين.

قصة قراقوش والفلاح

فُقد لفلاح حمار في حر الصيف ورابعة النهار وحاول أن يجده فلم يفلح حتى أنهكه التعب ، فذهب إلى قراقوش ، فرأی علامات التعب ظاهرة على وجه صاحب الحمار، فأمر بإعطائه مسهل بالجبر والقوة ورميه بالشارع وبعد التنفيذ أخذ مفعول الإسهال يعمل في بطنه ، فدخل إحدى الخرائب ليغوط فوجد الحمار ، فصاح فرحاً مسهل بالإجبار أوجد الحمار نصر الله قراقوش.