دخل أبو دلامة على المهدي وعنده إسماعيل بن علي وعيسى بن موسى والعباس بن محمد وجماعة من بني هاشم. فقال له المهدي والله لئن لم تهج واحدا ممن في هذا المجلس لأقطعن لسانك فنظر إلى القوم وتحير في أمره، وجعل ينظر إلى كل واحد فيغمزه بأن عليه رضاه إذا تخطاه.
فقال أبو دلامة، فازددت حيرة. فما رأيت أسلم لي من أن أهجو نفسي.
الا ابلغ لديك أبو دلامة * * * فلست من الكرام ولا كرامة
إذا لبس العمامة قلت قردا * * * وخنزيرا إذا نزع العمامة
طرائف أبو دلامة
حاجة أبو دلامة
حكي أن أبـا دلامـة كـان واقفـا يـومـا بـيـن يـدي الخليفة المنصور، فـقـال لـه. سلني حاجتك: قال أبو دلامة: كلب صيد. قال: أعطوه إياه. قال: ودابة اتصيد عليها. قال: أعطوه دابة. قال: وغلام يقود الكلب ويتصيد به. قال: أعطوه غلاماً. قال: وجارية تصلح لنا الصيد وتطعمنا منه. قال: أعطوه جارية. قال: هؤلاء يا أمير المؤمنين عيال، فلا بد لهم من دار يسكنونها قال: أعطوه دارا تجمعهم. قال: فإن لم تكن ضيعة، فمن أين يعيشون. قال: قد أقطعتك مائة. جريب عامرة، ومائة جريب غامرة قال: وما الغامرة؟ قال: مالا نبات فيها. قال: قد اقطعتك يا أمير المؤمنين خمسمائة ألف جريب غامرة من فيافي بني أسد. فضحك. وقال اجعلوا المائتين كلها عامرة . قال : فأذن لي أن أقبل يدك . قال : أما هذه فدعها فإني لا أفعل . قال : والله ما منعت عيالي شيئا أقل عليهم ضررا منها .
خيار أبي دلامة
يحكى أن الشاعر العباسي : أبا دلامة ، كان من الشعراء الساخرين ، وكان يوهم الخلفاء أن أحلامه رؤيا تتحقق فقد دخل يوما على أحد الخلفاء وأنشد قائلا : إني رأيتك في المنام وأنت تعطيني خيارة مملوءة بدراهم وعليك تأويل العبارة فقال له الخليفة : امض وأحضر لي خيارة املؤها لك دراهم فمضى أبو دلامة وجاء بقرعة كبيرة واقسم للخليفة بالطلاق إن السوق لم تكن فيها سوى القرع فضحك الخليفة وملأ القرعة دراهم .
أبو دلامة والقبر
حكي انه توفيت لأبي جعفر المنصور ابنة عم فحضر جنازتها وجلس لدفنها وهـو متألم لفقدها كثيب عليها فاقبل أبو دلامة وجلس قريبا منه فقال له المنصور ويحك ما أعددت لهذا المكان وأشار إلى القبر فقال ابنة عم أمير المؤمنين فضحك المنصور حتى استلقى ثم قال له ويحك فضحتنا بين الناس .
أبو دلامة والمنصور
كانت له قصيدة قال فيها : ابا مسلم خوفتني القتل فانتحى عليك بما خوفتني الأسد الورد ابـا مـسـلـم مـا غيـر الله نعمة على عبـده حتى يغيـرهـا العبد وأنشدها المنصوري ملأ من الناس فقال له : احتكم ، فقال له : عشرة آلاف درهم ، فأمر له بها ، فلما خلا به قال : أما والله لو تعديتها لقتلتك .
أبو دلامة وابنة عمه
قال محمد بن زياد: سمعت ثعلبا يقول: لما ماتت حمادة بنت عيسى ابنة عم ابي جعفر فحضر جنازتها وجلس لدفنها وهو متألم لفقدها كثيب عليها وهي زوجته فأقبل أبو دلامة وجلس قريباً منه، فقال له المنصور، ويحكا ما أعددت لهذا المكان؟ وأشار إلى القبر ، فقال : ابنة عم أمير المؤمنين ، فضحك المنصور حتى استلقي ، ثم قال له : ويحك ، فضحتنا بين الناس .
أبو دلامة والمهدي
أمر المهدي أبا دلامة بالخروج نحو عبد الله بن علي ، فقال أبو دلامة : أنشدك الله يا أمير المؤمنين أن لا تحضرني شيئاً من عساكرك فإني شهدت تسعة عساكر انهزمت كلها ، وأخاف أن يكون عسكرك العاشر ، فضحك منه وأعفاه .
أبو دلامة وغريم من الأعراب
ذكر ابن شبة في كتاب " أخبار البصرة " أن أبا دلامة كتب إلى سعيد بن دعلج وكان يومئذ يتولى الأحداث بالبصرة وأرسلها إليه من بغداد مع ابن عم له : إذا جلت الأمير فقل سلام عليك ورحمة الله الرحيم وأما بعد ذاك فلي غريم من الأعراب قبح من غريم له الف علي ونصف أخرى ونصف النصف في صك قديم دراهم ما انتفعت بها ولكن وصلت بها شيوخ بني تميم فسير له ابن دعلج ما طلب.