-->

قصة قصيرة

 

قصة قصيرة


قصة قصيرة هي نوع من أنواع القصص التي لا تكون طويلة بحيث يحبها البعض لكونها لا تتطلب وقتا طويلا للقراءة، لذلك  القصة القصيرة يمكن قراءتها في وقت وجيز و استيعابها و فهم أحداثها بسرعة، و من هذه القصص القصيرة نذكر قصة الذئب و الخرفان السبعة التي نستحضرها في هذا المقال.

قصة قصيرة مفيدة

قصة الذئب و الخرفان السبعة هي قصة قصيرة مفيدة للأطفال الصغار لأنها تحتوي على عِبر كثيرة مستفادة و من هذه العبر ضرورة التحلي بالمسؤولية و كذا الصبر و الإتحاد و عدم التسرع و العمل بنصائح الوالدين.

قصة الذئب و الخرفان السبعة

كان هناك نعجة عجوز لديها سبعة خِرفان صغار، وكانت مولعة بهم لدرجة كبيرة كما تحب الأم  أطفالها. وفي أحد الأيام، كان عليها أن تذهب إلى الغابة لإحضار الطعام لهم، لذلك استدعتهم و جمعتهم من حولها، ثم قالت: "أبنائي الأعزاء، أنا ذاهبة إلى الغابة، وأثناء غيابي، كونوا  حذرين من الذئب، لأنه إذا دخل  عليكم  في المنزل فسوف يفترسكم و يأكلهم واحدا تلو الآخر. غالبًا ما يتنكر البائس، لكنه قد يكون معروفًا دائمًا بصوته الأجش وأقدامه السوداء". - أجاب الخرفان الصغار: "أمنا العزيزة لا داعي للقلق، سوف نعتني بأنفسنا جيدًا". ثم ودعتهم الأم ورحلت، ومضت في طريقها إلى الغابة.

ولم يمض وقت طويل حتى جاء أحدهم يطرق باب المنزل ويصرخ: "افتحوا الباب، يا أطفالي الأعزاء، لقد عادت أمكم، وقد أحضرت لكل واحد منكم هدية جميلة". لكن الأطفال الصغار عرفوا أنه الذئب من خلال الصوت الأجش. صرخوا: «لن نفتح الباب». "أنت لست أمنا، صوتها رقيق وعذب، وصوتك أجش، لا بد أنك الذئب." ثم ذهب الذئب إلى متجر واشترى قطعة كبيرة من الطباشير، وأكلها ليخفف صوته. ثم عاد وطرق باب المنزل وصرخ: "افتحوا الباب يا أبنائي الأعزاء، أمكم هنا، وقد أحضرت لكل واحد منكم هدية جميلة". لكن الذئب وضع كفوفه السوداء على النافذة، فرأوه الصغار، ثم صرخوا: "لن نفتح الباب؛ أمنا ليس لديها كفوف سوداء مثلك؛ لا بد أنك الذئب." ثم ركض الذئب إلى الخباز. قال: "أيها الخباز، لقد أصبت في قدمي، ضع بعض العجين على المكان". وعندما جص الخباز قدميه، ركض إلى الطحان. قال: "أيها الطحان، أنثر  بعض الطحين الأبيض على كفي". لكن الطحان رفض، معتقدًا أن الذئب يقصد الأذى لشخص ما. صاح الذئب: "إذا لم تفعل ذلك، فسوف ألتهمك!" فخاف الطحان وفعل كما قيل له. وهذا يظهر فقط من هم الرجال.

والآن جاء المارق المخادع إلى الباب للمرة الثالثة وطرقه. "افتحوا يا أطفال!" ثم تظاهر بالبكاء. "لقد عادت والدتكم المحبوبة إلى المنزل، وأحضرت لكما هدية جميلة من الغابة." - قال الصغار:"أرنا أولاً كفوفك حتى نتمكن من معرفة ما إذا كنت أمنا حقًا أم لا". ووضع كفيه على النافذة، وعندما رأوا أنهما بيضاوين، بدا كل شيء على ما يرام، وفتحا الباب. وعندما دخل اكتشفوا أنه الذئب الماكر، فشعروا بالرعب وحاولوا الاختباء. ركض أحدهم نحو الطاولة و اختبأ تحتها، والثاني دخل تحت السرير، والثالث في الفرن، والرابع في المطبخ، والخامس في الخزانة، والسادس تحت الحوض، والسابع وراء الستارة. لكن الذئب وجدهم جميعًا ولم يكترث لهم؛ ابتلع الجميع واحدًا تلو الآخر، باستثناء الأصغر منهم، الذي كان مختبئًا خلف الستارة. وهكذا، بعد أن حصل الذئب على ما أراد، خرج إلى المروج الخضراء في الغابة، واستلقى تحت إحدى الأشجار، ونام.

وبعد فترة ليست بالطويلة، عادت النعجة الأم من الغابة؛ و تفاجأت من المنظر الذي رأته عينيها! كان الباب مفتوحًا على مصراعيه، والطاولة والكراسي والمقاعد كلها ملقاة، والأطباق مكسورة، واللحاف والوسائد ممزقة من السرير. بحثت عن أطفالها، ولم تجدهم في أي مكان. نادت كل واحد منهم باسمه، لكن لم يجب أحد، حتى وصلت إلى اسم أصغرهم. صاح صوت خافت: " أنا هنا يا أمي، هنا، في خلف الستارة". وهكذا ساعدته، وسمعت منه القصة، كيف أتى الذئب، وأكل الصغار. ولك أن تتخيل كيف بكت على فقدان أبنائها الأعزاء.

وبعد ذلك، خرجت من المنزل بسبب حزنها، ومعها الخروف الأصغر، وعندما وصلوا إلى المرج، رأوا الذئب مستلقيًا تحت الشجرة، ويشخر حتى اهتزت أغصانها. نظرت إليه النعجة الأم بعناية من جميع الجوانب، ولاحظت كيف يتحرك شيء ما داخل بطنه . ثم قالت في نفسها أبنائي الأعزاء، هل يمكن أن يكون أطفالي المساكين الذين التهمهم الذئب الماكر في وجبته المسائية ما زالوا على قيد الحياة؟ وأعادت ابنها الصغير إلى المنزل للحصول على مقص وإبرة وخيط. ثم قطعت جسد الذئب، وما إن قامت بقص جزء منه حتى خرج رأس أحد الصغار، ثم قصت جزءا  آخر، وبعد ذلك قفز الأطفال الستة الصغار واحدًا تلو الآخر أحياء وبصحة جيدة، لأن في جشعه، ابتلعهم المارق بالكامل. 

كم كان هذا مبهجًا! لذلك قاموا بمواساة والدتهم العزيزة وقفزوا وهم سعداء. 
قالت الأم: «الآن، أحضر بعض الحجارة الصلبة الجيدة، لكي نملأ جسده بها وهو نائم.» وهكذا أحضروا بعضًا منها على عجل، ووضعوها داخله، ثم قامت الأم بخياطته بسرعة كبيرة مرة أخرى لدرجة أنه لم ينتبه إليها.
عندما استيقظ الذئب أخيرًا، ونهض، جعلته الحجارة الموجودة بداخله يشعر بالعطش الشديد، وبينما كان ذاهبًا إلى النهر ليشرب، ضربت الحجارة ووقعت بعضها ببعض. ولذلك صرخ:
"ما هذا الذي أشعر به في داخلي و يطرق عظامي بقوة؟
كيف يمكن لشيء كهذا أن يزعجني؟
لقد كانوا أطفالًا، والآن أصبحوا حجارة."

فأتى إلى النهر وانحنى ليشرب، فأثقلته الحجارة الثقيلة، فاختل توازنه و سقط في الماء وغرق. وعندما رأى الخرفان السبعة ذلك ركضوا و رددوا " مات الذئب مات الذئب!" و شدوا أيدي بعضهم البعض، وبدأوا بالرقص مع والدتهم في أنحاء الغابة.